من بين كل أسلحة الدمار التي اخترعها الانسان
يبقى الكلام السلاح الأخطر والأقوى..
وقد يتعرض العديد من الأشخاص الى مواقف مع
مستفزين ومستحقرين قد تكون محرجة وقد تصل الى مرحلة الإهانة، ويلجأ بعضهم الى
الصمت او يكون عاجز عن الكلام، ومع تعدد الثقافات واختلاطها في المجتمعات أصبحت
النقاشات بين الافراد ساحة للتبارز الفكري والتصادم، وكل طرف يحاول الانتصار على
الطرف الاخر واثبات وجهة نظره.
لا
تقلق جئت الى المكان المناسب، ومن خلال هذا المقال ستتعرف على إتقان فن الرد وكيفية
تعلمه بشكل مختصر.
ما هو فن الرد؟
| هو
إمكانية توجيه ورد الكلام بشكل صحيح في وقت مناسب عند التعرض لمواقف سيئة كالتنمر والإهانة
وأي كلام أو سؤال محرج ومستفز دون تبين أو إظهار أي علامة أو ملامح غضب وعدوانية أو
ارتباك أو خجل.
·
فردك
المناسب له دور كبير في إبراز شخصيتك وإثبات وجودك.
تذكر!
ان الصمت في بعض المواقف ليس ضعفاً كما يظنه بعض الناس لكنه ارتقاء وأقوى من
الكلام والحل الأمثل للمشكلات والنزاعات التافهة والبسيطة،
والذي يساعدك على فرض احترام الآخرين لك ويمنحك الحكمة ويحميك من الوقوع في كثرة
الكلام والغلط، وليس كل المواقف تحتاج منك أن ترد فهناك مواقف يفضل فيها عدم الرد
كونه سبباً في إيذاء لشخص ما بشكل مباشر اومن يحادثك معروفاً بالعدوانية وهكذا..
أدوات فن الرد:
هناك
مجموعة من الأدوات التي تحتاجها لكي تحسن الكلام والرد وذلك على النحو التالي:
أولا:
كن واثقاً أنك إنسان جيد، حتى
لو أخطأت، لا توجد قدسية في حياتنا كلنا نخطئ ونتعلم فنحن لسنا معصومين عن الخطأ فمواقفك
في الحياة لم تأتي بدليل استعمال والأخطاء هي عبارة عن تجارب يجب الاستفادة منها،
وانت لست محور الكون ضع هذه الجملة في اعتبارك حتى لا تشعر دائماً أن جميع من حولك
يحاول مضايقتك وأذيتك.
ثانياً:
أستمع أكثر مما تتكلم ، الاستماع الى الاخرين نعمة و هبة
كبيرة ذات قيمة عالية أنعم الله بها الانسان وهي من الأمور المهمة في عملية
التواصل مع الاخرين لذلك كثرة الاستماع تجعلك تتعلم مهارة الحديث واللباقة من
الآخرين، مع قلة الكلام ستقلل من أخطائك في الكلام و لن تقع في كثير من المواقف
السيئة و المحرجة ، كما أن من سمات العظماء و أصحاب العقول الراقية هي الاستماع و
الاصغاء الى كلام الاخرين فليس كثرة الكلام دليل على قوة الشخصية ، فالكلام الكثير
يعرضك الى الوقوع في الأخطاء الكثيرة و الدخول في مجالات بعضها هامشية لا نفع منها
تنزل بك الى مستوى تفقد فيه قيمة كلامك ، و بالتالي إن كثر الكلام كثر خطأه.
ثالثاً:
عليك بالقراءة، تعد
القراءة من أهم الأمور التي تحافظ على نشاط العقل وتغذيته وتحفيزه، وتعد من أهم
الأسباب التي تقوي الذاكرة وتمنح العقل فوائد متعددة في التذكر والاسترجاع والتركيز
والحفظ وأفضل طرق الاثراء اللغوي حيث يحصل القارئ على العديد من المفردات الجديدة والفريدة
وأساليب الحديث وانتقاء الكلمات وطرح المواضيع، لذلك إقرأ حتى تثري عقلك ويكون
لديك وفرة من المعلومات والثقافة وسوف يفيدك هذا جداً في جميع أمور حياتك.
رابعاً:
الاختلاط مع الناس، استفد من محيطك في العمل أو في
الدراسة، وذلك من خلال التفاعل مع الآخرين، وأن تطور مهاراتك التخاطبية: أن تنظر
إلى الناس في وجوههم، أن تقابل الناس ببشاشة، أن تحيِّ تحية الإسلام بصورة جيدة وفاعلة...
هذا كله تواصل اجتماعي كبير. عليك ايضاً ممارسة أي رياضة فيها اختلاط جماعي، وحتى
في داخل المنزل يجب أن يكون لك وجود، يجب أن تكون لك مشاركات ومساهمات في كل ما
يفيد الأسرة، هذا أيضًا نوع من التواصل والاختلاط. كن
بصحبة أشخاص لطفاء يمكن ان تتعلم معهم ومنهم أمور جديدة ومفيدة ويقدمون لك الدعم والعون، وحاول أن تبتعد عن الأشخاص السيئين أو
اللذين يؤثرون عليك بشكل سلبي.
خامساً:
قيمة الشخص لك، الناس الي
بترد عليهم في اي مستوى بالنسبة لك وطبيعية العلاقة بينهم وبينك، هذا يحدد ما
ستقوله وكيفية ردك بناءً على قيمة الشخص بالنسبة لك، احياناً الأصدقاء يدعون بعضهم
البعض بكلمات سيئة أو مؤذية يقصدها بعض الأصدقاء على سبيل المزاح، ولكن لدى
الاخرين تحمل معنى اخر وتدخل الى قلبه، حاول فهم نمط شخصية الطرف الآخر والمحيطين ومعرفة
طريقة التعامل مع كل نمط لذا عليك ان تكون حذر جداً في هذا الأمر.
تدرب؛ التغيير يحصل بعد التدريب والممارسة
والذي يسعى الى احداث تغير إيجابي في جانب المهارات والقدرات المختلفة وتطوير
الأداء اللغوي وتنمية وتطوير وتوسيع آفاق السلوكيات ذات العلاقة بالتفكير، من خلال
تنمية مهاراتك في الاستماع والابتكار والاتصال والتواصل والعلاقات، وانصحك بإستخدام
مصطلح "مكينة الأفكار" الذي سيعمل على تقدمك بشكل كبير.
خطوات فن الرد:
الذكاء العاطفي، عدم السماح للمشاعر
بالسيطرة عليك والتحكم في تصرفاتك، حاول ألا تظهر أي ملامح غضب أو توتر أو عدوانية،
فقدرتك في السيطرة على مشاعرك وأعصابك أهم نقطة لإتقان فن الرد فبمجرد التعامل
بأعصاب باردة أثبت أنه لم يؤثر فيك شي.
فكر قبل ردك، من المهم التفكير بما ستقوله للشخص
عند تعرضك لموقف كالإهانة والاستفزاز، من أجل عدم قول كلام يمكن ان تندم عليه
لاحقاً أو يكون جارح، وهنا من المهم فهم وجهة نظر الطرف الآخر فقد لا يكون قاصد
الإهانة وقد يكون على حق ولكن عبّر بطريقة غير مناسبة.
استخدم الأسلوب المناسب، توجد العديد من الأساليب المميزة والفعالة
عند التعرض لمثل هذه المواقف، ومن خلال استخدامك لهذه الأساليب(من هنا) سوف
يقوم الشخص التراجع من تلقاء نفسه، منها: الابتسامة والتسخيف وتغيير الموضوع وعكس
السؤال وغيرها.
إطار المحادثة، مهم
جداً في تعلم فن الرد، وهو المسار الذي تسلكه المحادثة وتتكون منه، بما فيه أنت
والشخص الذي أهانك، فمثلا: شخص ما قال لك يا أحمق، حاول أن تبحث عن شي يربط بين
الكلمة التي قالها والتي ستقولها، بحيث تكون الكلمة التي ستقولها مستواها ارفع أو
متساوي فستقول له: يا له من شرف أن ألتقي بغبي، أو الحمقى لا يكلمون الأغبياء..
الخ، فنجد الرابط في الاولى أحمق = غباء ساوينا بينها، والثانية قمنا
بإعطاء قيمة للحمقى ورفعناه.
اصنع ردوك بنفسك، من
خلال احضار مذكرة والكتابة عليها عند كل موقف مر عليك
مع استخدامك لهذه الخطوات والأدوات والتدرب
عليها ستعمل على تقدمك بشكل كبير وتكون لديك سرعة بديهة.

0 تعليقات